نظریه عداله الصحابه فی مدرسه أهل البیت

اشاره

مولف:مجمع العالمی لاهل البیت

المقدمه

نظریه عداله الصحابه: یُراد بها أنّ کلّ من صحب رسول الله (صلی الله علیه وآله) ولو لفتره قصیره جدّاً فإنه عادل، ولا یکذب ولا یتعمد الخطأ، بل یجوز الاقتداء بما قاله أو رواه أو عمله ویعتبر حجّه علی من سواه. وقد نشأت هذه النظریه فی ظرف سیاسی خاص ولأهداف سیاسیه خاصّه تتلخّص فی دعم سلطان الاُمویین وتبریر تصرّفاتهم وإسباغ نوع من الشرعیه علیها. وتبنّی هذه النظریه بعض المتطرفین وعمل علی نشرها فی أوساط الاُمه الإسلامیه وجعلها بدیلاً ومسوغاً لرفض موقف أهل البیت (علیهم السلام) الذین نطق الکتاب العزیز بعصمتهم حیث أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهیراً. وبالرغم من أنّ دعاه هذه النظریه حاولوا التماس أدلّه لدعمها وإسباغ طابع علمی علیها، فإنّ جمعاً غفیراً من علماء المسلمین رفضوا هذه النظریه، وناقشوا أدلّتها، ولم یلتزموا بنتائجها، کما أنّ دعاه هذه النظریه أنفسهم لم یلتزموا بها حینما أخذوا یبرّرون للخلفاء والحکّام تصرفاتهم إزاء بعض الصحابه الذین أدانوا سلطتهم. وللوقوف علی رأی مدرسه أهل البیت (علیهم السلام) حول نظریه عداله الصحابه ومدی صحتها ننطلق من المعنی اللغوی للصحبه، ثم نستعرض الموقف القرآنی، ثم نورد نصوصاً لأهل البیت (علیهم السلام)ثم نعرض أدله هذه النظریه ومناقشتها بنصوص الکتاب والسنه ثم نشیر الی أسباب نشوء هذه النظریه.

المعنی اللغوی للصحبه

قال الراغب الاصفهانی: الصاحب هو الملازم... ولا فرق بین أن تکون مصاحبته بالبدن وهو الأصل والأکثر، أو بالعنایه والهمه. ویقال لمالک الشیء: هو صاحبه، کذلک لمن یملک التصرف فیه. والمصاحبه والاصطحاب أبلغ من الاجتماع، لأجل أن المصاحبه تقتضی طول لبثه، فکلّ اصطحاب اجتماع، ولیس کل اجتماع اصطحاباً [1] . وورد فی القرآن الکریم ما یؤید المعنی الذی تذکره قوامیس اللغه، ضمن ألفاظ متعدده تشترک